شيروفوبيا
Share:

شيروفوبيا

READING AGE 18+

عمرو علي Fantasy

0 read

قبل الحرب العالمية الثانية، حالة من الهرج والمرج تعتري الأجواء، وخمسة عشرة رجلاً يودعون عائلاتهم إلا رجلا واحدا يقف وحيدا حزينا، يبدو أنه من أصول أوروبية، ينظر للفراغ في بلاهة وعدم اكتراث كأنه يفكر في المجهول.
- صوت جهوري يأتي من بعيد لرجل يرتدي زياً عسكرياً: لقد انتهت الزيارة.
الكل ينظر باتجاه الرجل في حالة هلع واضحة، الدموع تنهمر من عيونهم وقت الوداع، وكأنهم موقنين أنهم لن يروهم ثانيةً.
- ابتسم الرجل الغير مكترث، ثم اقترب من صاحب الصوت وهمس في أذنه باللغة العربية: مهلا عليهم، إنها آخر مرة قد يرون فيها رفقائهم من ذويهم.
- الرجل بوجه متجمد: لا علاقة لي بهذا، أنا أنفذ التعليمات فحسب، بقي على موعد التجربة خمسة عشر دقيقة، ويجب تحضيركم للقيام بها، ثم إنك تعرف أن التجربة في صالحكم أكثر منا، فنحن نحافظ عليكم من القتل.
- ضحك الرجل بسخرية حتى نزلت دموعه، ومن بين ضحكاته همس متسائلا: تحمونا من قتل هتلر بأن تجمدونا لأربعون عاما؟ إذا كنتم لا تستطيعون حمايتنا فلما نفتخر بأننا مصريون؟ ولدت وأنا فخور بأنني مصري عربي، والآن أهرب من الموت بموت آخر، إنها حقا لبلد الأمان!
- انكمش وجه الجندي ثم تكلم أخيرا: أنت تعلم بأن حرب هتلر ليست على مصر فحسب؛ وإنما على اليهود بصفة خاصة وما يسمون بتحت البشر، إن أتباعه وجواسيسه في العالم أجمع ونحن لا نريد خسارتكم، بعض اليهود في العالم وأيضا يهود مصر قد سافروا إلى القدس، واتخذوا منها مستقرا لهم يريدون إقامة دولة خاصة بهم، وأنتم لا تريدون ذلك، ونحن بالفعل لا نريد خسارتكم، فأنت والأربعة عشرة عالم من صفوة علماء المجتمع، أنتم كنز يجب الحفاظ عليه وإخفاءه حتى لا يتم تدميره.
صوت آلي ينادي: لقد حان الآن موعد التجربة الأولى للتجميد، رحلة ستستغرق أربعين عاما، نتمنى لكم حياة جديدة في ظروف أفضل.
الجميع ينظر باتجاه الصوت بفزع، الغرفة تدور في أعينهم والوقت يمر سريعا، الرجل يشعر بدوار في رأسه، وكأن أحدا قد لكمه بكل قوته على رأسه ليسقط أرضا بلا حراك.

Unfold

Tags: othersdarktragedy
Latest Updated

أمّا الثعلب بنيامين خبّ صوب أخرى يخاوص بحذر ، ويتمشّى على أطراف أصابعه كقمّاط ، عيناه كعينيّ بومة تحدّق في شتّى الاتجاهات ، يخشى أن يراه أحد حتى بلغ باب (23 ) توقّف فجأة يلتفت حوله ثم ضغط الزرّ بحذر .

غرفة نوم تغزوها أضواء توحي بالحميميّة تجعل الخصيّ شبقًا ، تحتلّ معظم الجدار صورة مبالغة في كلّ شيء ، حجمها الذي التهم الجدار ، وألوان……

Comment

    Navigate with selected cookies

    Dear Reader, we use the permissions associated with cookies to keep our website running smoothly and to provide you with personalized content that better meets your needs and ensure the best reading experience. At any time, you can change your permissions for the cookie settings below.

    If you would like to learn more about our Cookie, you can click on Privacy Policy.